Joseph
يبدو أن الإزالة المكثفة للغدد الليمفوية في المنطقة المحيطة بالثدي وتحت الإبط – وهي استراتيجية مصممة لمنع انتشار الخلايا السرطانية إلى بقية الجسم – غير ضرورية بالنسبة للعديد من النساء المصابات بسرطان الثدي في مرحلة مبكرة ، وفقًا لمجموعة متراكمة من الأبحاث.
وجد أحدث الأبحاث، التي تم تقديمها في ندوة سرطان الثدي في سان أنطونيو gلعام 2023 (SABCS)، أن النساء المصابات بسرطان الثدي اللاتي خضعن لجراحة إزالة العقد الليمفاوية بشكل أقل شمولاً كن أقل عرضة للانتكاس أو الوفاة بسبب المرض. ومع ذلك، فإن إزالة عدد أقل من العقد يعني أن النساء أقل عرضة للوذمة اللمفية، وهي تراكم مؤلم للسائل الليمفوي، بعد الجراحة. استندت النتيجة إلى تحليل 29 تجربة سريرية شملت، في المجموع، ما يزيد قليلاً عن 20000 امرأة مصابة بسرطان الثدي المبكر.
وقد أجريت دراسة حاسمة، نُشرت في مجلة الجمعية الطبية الأميركية، على نساء مصابات بسرطان الثدي في مرحلة مبكرة، وعولجن باستئصال الورم متبوعًا بالإشعاع أو علاج آخر لقتل الخلايا السرطانية المتبقية. وتم استئصال عدد قليل من العقد الليمفوية (خزعة العقدة الليمفوية الحارسة) من تحت الإبط لدى نصف النساء في الدراسة، بينما تم استئصال عدد كبير من العقد الليمفوية لدى النصف الآخر، وهو الإجراء المعروف باسم تشريح العقدة الليمفوية الإبطية. وبعد 10 سنوات من المتابعة، كان لدى كلتا المجموعتين معدلات مماثلة من تكرار المرض والبقاء على قيد الحياة.
وتؤكد الدراسة نتائج دراسة سابقة نشرت في مجلة الجمعية الطبية الأميركية JAMA .
ماذا تفعلين عند وجود عقد ليمفوية في الإبط؟
يتم تعريف سرطان الثدي في المرحلة المبكرة بشكل عام على أنه المرض الذي لم ينتشر أبعد من الثدي أو الغدد الليمفوية الإبطية.
وينتشر سرطان الثدي في أغلب الأحيان إلى العقد الليمفوية القريبة في الإبط، والتي تسمى العقد الحارسة. يمكن أن يساعد استئصال وفحص عقدة حارسة واحدة إلى ثلاث عقد حارسة – والتي تسمى خزعة العقدة الحارسة – الأطباء في تقييم انتشار السرطان.
يقول الدكتور أرماندو جوليانو، المدير الطبي الإقليمي لبرنامج أورام الثدي في مركز سيدارز سيناي الطبي في لوس أنجلوس، والذي عمل على الكثير من الأبحاث المبكرة حول خزعة العقدة الحارسة: “العقدة الحارسة هي أول عقدة ليمفاوية ينتشر إليها السرطان، إذا انتشر. لقد أثبتنا أنه إذا كانت العقدة الحارسة سلبية (لا يوجد سرطان)، فإن السرطان لم ينتشر في أي مكان آخر في الجسم في 99 في المئة من الوقت”.
إزالة الغدد الليمفوية وخطر الإصابة بالوذمة الليمفوية
إن استئصال العقد الليمفوية الإبطية، والذي يتضمن عادة إزالة 10 عقد على الأقل، يمكن أن تكون له عواقب وخيمة. تحمل العقد الليمفوية سائلاً يسمى الليمف عبر مناطق الجسم للمساعدة في مكافحة العدوى وإزالة السموم. عندما تتم إزالة مجموعة كبيرة من العقد الصغيرة المستديرة جراحيًا، قد لا يتمكن السائل الليمفوي من التدفق بحرية. يسمى تراكم السائل بالوذمة الليمفوية.
يقول جوليانو: “يعاني بعض النساء من تورّم شديد في الذراعين بسبب الوذمة اللمفوية. وقد يعانين من مشاكل في الكتف، مثل محدودية نطاق الحركة، والخدر، والألم، والتي قد تكون مزمنة وتستمر على المدى الطويل. ومن الصعب جدًا التعامل مع هذه المشاكل”.
قد يقلق بعض النساء ترك الغدد الليمفوية سليمة عندما يتم العثور على السرطان في واحدة أو اثنتين من الغدد الليمفوية الحارسة. لكن جوليانو يشير إلى أن معظم المريضات المصابات بسرطان الثدي في مرحلة مبكرة يخضعن أيضًا للعلاج الإشعاعي، الذي يقتل الخلايا السرطانية في الغدد الليمفوية. كما أن العلاج الكيميائي والعلاج الهرموني والعلاج الموجه – الأدوية الموصوفة لبعض النساء بناءً على نوع سرطان الثدي الذي يعانين منه – يدمر السرطان في الغدد الليمفوية.
تنطبق نتائج الدراسة فقط على النساء المصابات بسرطان الثدي في مرحلة مبكرة واللاتي خضعن لاستئصال الورم وعلاجات إضافية، مثل الإشعاع والعلاج الكيميائي. هناك حاجة إلى مزيد من البحث حول ما إذا كان من الممكن لأنواع أخرى من مريضات سرطان الثدي تجنب إزالة العقدة الليمفوية الإبطية.
يقول جوليانو: “السؤال الرئيسي الآن يتعلق بكيفية إدارة الغدد الليمفوية الإبطية إذا كانت مريضة سرطان الثدي قد تلقت العلاج الكيميائي قبل العملية الجراحية. ما هو تأثير العلاج الكيميائي على إصابة العقد الليمفوية؟”
في الوقت الحالي، يقول إن النساء المصابات بسرطان الثدي في مرحلة مبكرة واللواتي اخترن استئصال الورم متبوعًا بعلاج إضافي، يجب أن يناقشن ضرورة إزالة العقدة الليمفوية الإبطية مع أطبائهن قبل الجراحة. إذا كان استئصال العقدة الليمفوية الإبطية موصى به بشدة، “احصلي على رأي ثانٍ”.
