Joseph
هناك مجموعة واسعة من أنواع الحساسية—بعضها يمكن أن يسبب أعراضًا طفيفة مثل سيلان الأنف، بينما يمكن أن تؤدي أخرى إلى تفاعلات شديدة قد تكون مهددة للحياة، مثل الحساسية المفرطة. الأسباب؟ إنها أكثر من مجرد البيئة.
يلقي بعض الباحثين في هذا المجال اللوم على اللقاحات وحبوب الإجهاض والأضرار البيئية في زيادة حساسية الأطفال. وبينما قد تكون البيئة عاملاً، هناك مجموعة من النظريات حول سبب إصابة الأشخاص بالحساسية، ولماذا شهدنا زيادة حديثة في معدلاتها. إليك ما يعرفه الأطباء حتى الآن.
ردود الفعل التحسسية
تحدث ردود الفعل التحسسية بسبب جهاز المناعة، الذي يمكن أن يبالغ في رد الفعل عند التعرض لمواد غير ضارة مثل الغبار أو العفن أو حبوب اللقاح، وفقًا لطب جامعة جونز هوبكنز. يمكن أن يؤدي ذلك إلى قيام جهاز المناعة بإنتاج أجسام مضادة لمهاجمة المادة المسببة للحساسية، مما يؤدي إلى أعراض مثل الأزيز والحكة والعيون الدامعة. وتقول الدكتورة كاثرين مونتيلوني، أخصائية المناعة والحساسية في كلية الطب بجامعة روتجرز روبرت وود جونسون: “تحدث الحساسية لأن أجسامنا تحارب مادة ‘ضارة’، إنه جزء من نظام المناعة بالكامل—إنه مجرد رد فعل مفرط”.
ترتبط ردود الفعل التحسسية الشائعة بنوع معين من الأجسام المضادة يسمى الغلوبولين المناعي E (IgE). عندما يتعرض الشخص الحساس لمسببات الحساسية، يمكن لجسمه أن ينتج كميات كبيرة من هذه الأجسام المضادة، مما يؤدي إلى تفاعل تحسسي في المرة التالية التي يتعرض فيها للمادة نفسها، وفقًا لجامعة جونز هوبكنز.
يقول الدكتور ديفيد كوري، أستاذ الطب في قسم المناعة والحساسية والروماتيزم بكلية بايلور للطب، إن التعرض المفرط لمسببات الحساسية يزيد أيضًا من خطر الإصابة بالحساسية. ويضيف: “الأشخاص الذين يعيشون في منازل مليئة بالعفن أو المصابة بعث الغبار والصراصير قد يصبحون حساسين لهذه العوامل”.
هل للحساسية فائدة؟
في معظم الحالات، تعد الحساسية مجرد رد فعل مبالغ فيه تجاه مادة غير ضارة، وفقًا لمؤسسة هيوستن للرعاية الصحية. تعد الحساسية جزءًا من آلية الدفاع الطبيعية لجهازك المناعي، لكنها يمكن أن تسبب التهابات في جميع أنحاء الجسم. إذا تُركت دون علاج، فقد يزيد هذا الالتهاب من خطر الإصابة بأمراض معينة ويضعف صحة الجهاز المناعي.
يقول كوري: “الاستجابات التحسسية لها تأثيرات قوية مضادة للميكروبات، وهي فعالة بشكل خاص ضد الطفيليات والفطريات التي يمكن أن تصيب الجسم أو الجهاز التنفسي”.
على الرغم من أن وبر الحيوانات وعث الغبار وحبوب اللقاح ليست معدية أو ضارة، فقد يراها جسمك في الوقت نفسه الذي يتعرض فيه لعوامل ضارة مثل الفطريات والطفيليات، مما يؤدي إلى رد الفعل التحسسي. قد تتشابه هذه المواد المسببة للحساسية مع الفطريات والطفيليات بما يكفي لخداع الجسم ليعتقد أنها حية وقد تكون ضارة، كما يضيف كوري.
لماذا يعاني الناس في بعض البلدان من العديد من الحساسية؟
وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، يعاني واحد من كل ثلاثة بالغين أميركيين وواحد من كل أربعة أطفال أميركيين من نوع ما من الحساسية. وقد زادت الحساسية الغذائية المبلغ عنها بين الأطفال بنسبة 18% بين عامي 1997 و2007، وفقًا للمراكز.
ليس من الواضح تمامًا سبب ارتفاع معدلات الحساسية في الولايات المتحدة، ولكن هناك بعض النظريات. النظرية الرائدة هي “فرضية النظافة”، التي تقترح أن بيئات المعيشة النظيفة جدًا تمنع الأطفال من التعرض لما يكفي من الجراثيم لتدريب جهازهم المناعي على التمييز بين الأشياء الضارة وغير الضارة، وفقًا للأكاديمية الأميركية للحساسية والربو والمناعة (AAAAI).
تشير نظريات أخرى إلى أن بعض الأدوية—مثل بعض المضادات الحيوية والباراسيتامول—وزيادة معدلات السمنة ونقص فيتامين (د) قد تكون عوامل مساهمة. ولكن لم يتم إثبات أي من هذه العوامل حتى الآن.
على الأرجح، هو مزيج من العوامل، بما في ذلك النظام الغذائي، كما تقول مونتيلوني. “الناس أكثر تعرضًا اليوم مما كانوا عليه عندما كانوا يأكلون مباشرة من الحديقة”.
هل يمكن علاج الحساسية؟
معظم الحساسية لا يمكن علاجها، ولكن هناك مجموعة من العلاجات لإدارة الأعراض وحتى تقليل احتمالية حدوث رد فعل تحسسي. وتشمل هذه العلاجات الأدوية مثل الحبوب وبخاخات الأنف، والعلاج المناعي لتدريب جهاز المناعة على عدم المبالغة في رد الفعل تجاه مسببات الحساسية، والإبينفرين لتخفيف أعراض التفاعل التحسسي الشديد، وفقًا لمايو كلينك.
تقول مونتيلوني: “أحيانًا تختفي الحساسية”. وتضيف: “عندما تكون لديك حساسية، يمكننا علاجها، لكنها لا تؤدي إلى الشفاء التام”.
إذا جربت علاجات في الماضي ولم تعمل، تنصح مونتيلوني بمراجعة أخصائي رعاية صحية مرة أخرى. “هناك العديد من العلاجات الجديدة، لا تستسلم”.
