صحة الرجال النفسية غالباً ما تم تجاهلها بسبب القيم المجتمعية العالمية التي لا تقلل فقط من الضغوطات التي يواجهها الرجال، بل تطالبهم أيضاً بالتحلي بالصلابة. ونتيجة لذلك، يعاني الرجال بصمت من مشاكل الصحة النفسية ونادراً ما يطلبون المساعدة.
الضغوط المجتمعية
وفقاً لريم شاهين، أخصائية علم النفس في استشارات البالغين، أظهرت الأبحاث الحديثة ارتفاعاً كبيراً في مشاكل الصحة النفسية لدى الرجال، مع تزايد معدلات الاكتئاب والقلق. تقول: “بالنسبة للرجال، يُعتبر الاعتراف بالمشاعر علامة على الضعف، كما أن معاناتهم من أعراض الاكتئاب أو نوبات القلق غالباً ما تُعتبر مصدراً للعار”. وتضيف: “يشعرون بأن المجتمع يدينهم لوجود هذه الصراعات، ولهذا السبب يلجأون غالباً إلى تخدير تلك المشاعر والتجارب”. وتشمل طرق التعامل مع هذه الحالات إساءة استخدام المواد المخدرة، والعنف ضد أنفسهم أو الآخرين، وأشكال أخرى من إيذاء النفس.
جوهر المشكلة
ما يتم تجاهله هو أسباب تدهور الصحة النفسية للرجال. وفقاً للأبحاث، يعود السبب الأكثر شيوعاً إلى الضغوط المجتمعية التي يواجهها الرجال لتحقيق النجاح والإنجاز. وتوضح شاهين أن الرجل حين يواجه تحديات تعيقه عن تحقيق هذه الأهداف، يشعر بالعار. وتضيف: “يعرف الخبيرة بريني براون العار على أنه الخوف من الانفصال، وكثير من الرجال البالغين يعيشون مع هذا الخوف”. الكثير منهم يخافون من اكتشاف حقيقتهم، فيلجأون إلى التظاهر بأنهم أقوياء ويتمتعون بالصلابة والقدرة، بينما في الواقع يشعرون بالوحدة والعزلة والعار. في الولايات المتحدة، تم اتخاذ مبادرات لتشجيع الرجال على مواجهة صراعاتهم والحصول على الدعم اللازم من المجتمع.
آليات التكيف
تشير شاهين إلى أنه من الضروري للرجال الذين يعانون من أعراض الاكتئاب أو القلق أو يلاحظون أي سلوكيات غير وظيفية أن يحاولوا بعض الحلول التالية:
- اللجوء إلى المساعدة من مختصين لاستكشاف الأسباب المحتملة للصعوبات.
- التواصل مع العائلة والأصدقاء والمقربين للتعبير لهم عن مشاعرهم.
- الانضمام إلى مجموعة دعم مخصصة للمساعدة في هذه الصعوبات.
- وأخيراً، من المهم أن نتذكر أن مشاعر العار تستمد قوتها من السرية، لذا فإن إيجاد وسيلة للتحدث عن تلك المشاعر والظروف التي أدت إليها قد يكون أفضل طريقة للتخلص منها.
يمكنك مساعدة شخص يعاني من القلق أو الاكتئاب:
- أخبره إذا لاحظت تغيراً في سلوكه.
- اقضِ بعض الوقت في التحدث عن تجاربه، ودعه يعرف أنك موجود للاستماع من دون حكم.
- اقترح عليه الذهاب إلى طبيب أو مختص صحي، وساعده في تحديد موعد.
- شجعه على الحصول على قسط كافٍ من النوم، وممارسة التمارين، وتناول الطعام الصحي.
- تواصل مع طبيب أو مستشفى إذا أصبح يشكل خطراً على نفسه أو الآخرين.