مرض باركنسون هو حالة مدمرة تسبب تدريجياً مشاكل في الحركة والتنقل والنطق. ولكن، على الرغم من أنه لطالما اعتُبر مرضاً يصيب الدماغ، تشير مجموعة متزايدة من الأبحاث إلى أنه قد يبدأ فعلياً في الأمعاء. هذا هو الاستنتاج الرئيسي من دراسة جديدة نُشرت في مجلة JAMA Network Open، التي حللت العلاقة بين مشاكل الجهاز الهضمي المحددة وخطر الإصابة بمرض باركنسون. ولكن ما هو الرابط بين مرض باركنسون وصحة الأمعاء؟ وما الذي يمكن فعله لتقليل خطر الإصابة بهذا المرض؟ إليك ما نعرفه.
ماذا وجدت الدراسة؟
قام الباحثون بتحليل بيانات 9,350 شخصاً لم يكن لديهم أي تاريخ سابق مع مرض باركنسون. واكتشفوا أن أولئك الذين عانوا من تلف في الغشاء المخاطي كانوا أكثر عرضة بنسبة 76٪ لتشخيصهم بمرض باركنسون لاحقاً. وشمل ذلك الأشخاص الذين يعانون من تقرحات وأضرار أخرى في بطانة المريء أو المعدة أو الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة.
ما هو تلف الغشاء المخاطي؟
الغشاء المخاطي هو النسيج الرقيق الذي يبطن القنوات والأعضاء في الجهاز الهضمي، التنفسي، والتناسلي. وتوضح جوسلين جاي تشانغ، المؤلفة الرئيسية للدراسة أن “الطبقة الأولى من الأمعاء هي طبقة من الغشاء المخاطي الذي يعد بمثابة حماية.”
وتضيف: “التلف يكون عندما يكون هناك التهاب أو تآكل، مثل تقرحات المعدة التي تسبب تآكلاً.”
هل هناك علاقة بين باركنسون وصحة الأمعاء؟
هذه ليست الدراسة الأولى التي تربط بين باركنسون وصحة الأمعاء. فقد أظهرت دراسة نشرت العام الماضي أن الأشخاص الذين يعانون من باركنسون قد يواجهون تغيرات مبكرة في الجهاز الهضمي نتيجة هجوم مخطئ من جهازهم المناعي.
تشير تشانغ إلى وجود نظريتين حول تطور مرض باركنسون: واحدة تقول إنه يبدأ في الدماغ، والأخرى تقول إنه يبدأ في الأمعاء. وتضيف: “نعتقد الآن، وبثقة، أن هناك ارتباطاً بين الاثنين.”
ما هي أعراض مرض باركنسون المتعلقة بالأمعاء؟
تقول تشانغ أن الإمساك هو العرض الأبرز. كما أن صعوبة البلع (المعروفة بعسر البلع) قد تكون أيضًا علامة، وتضيف: “قد تشعر أيضًا بالغثيان، ولكن أقوى الارتباطات لا تزال بين الإمساك وعسر البلع.”
كيف يمكنني تقليل خطر الإصابة بمرض باركنسون؟
إذا كنت تعاني من تقرحات أو مشاكل أخرى في الجهاز الهضمي، تقول تشانغ إن “هذا لا يعني أنك ستُشخَّص حتماً بمرض باركنسون. فتلف الغشاء المخاطي أكثر شيوعًا مما يعتقده الكثيرون”. وتضيف: “لا يتم تشخيص مرض باركنسون إلا في نسبة صغيرة من الأشخاص الذين يعانون من هذا التلف. ليس شيئًا نوصي بالذهاب إلى طبيب أعصاب بسببه.”
بدلاً من ذلك، تشير تشانغ إلى أن الباحثين يعملون على إيجاد علامة بيولوجية تشير إلى الأشخاص الذين قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بباركنسون نتيجة لتلف الغشاء المخاطي.
ما الذي يمكنك فعله الآن؟
توصي تشانغ بممارسة التمارين الرياضية بانتظام لتقليل خطر الإصابة بمرض باركنسون. وتضيف: “هذه أقوى علاقة تم ربطها بخفض خطر باركنسون، ما زلنا نبحث في الأمور المتعلقة بالنظام الغذائي وميكروبيوم الأمعاء. لكن التمرين هو أفضل شيء يمكنك القيام به في الوقت الحالي.”