بكتيريا السالمونيلا: الأعراض، طرق الانتقال، والعلاج

تُعد بكتيريا السالمونيلا واحدة من أكثر الأسباب شيوعًا للتسمم الغذائي في العالم، وهي من البكتيريا المعوية التي تنتمي إلى عائلة Enterobacteriaceae. تسبب هذه البكتيريا مرضًا يُعرف باسم السالمونيلا أو داء السالمونيلا، والذي قد يتراوح في شدته من اضطرابات هضمية خفيفة إلى حالات خطيرة قد تتطلب التدخل الطبي العاجل، لا سيما لدى الأطفال، وكبار السن، والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة.

أولًا: ما هي بكتيريا السالمونيلا؟

السالمونيلا هي جنس من البكتيريا العصوية الشكل، تُكتسب غالبًا عن طريق تناول الطعام أو الشراب الملوث. توجد مئات الأنواع والسلالات منها، وأكثرها شيوعًا في الأمراض البشرية:

  • Salmonella enteritidis
  • Salmonella typhimurium

وهناك نوع آخر يُسبب مرض حمى التيفوئيد ويُعرف بـ Salmonella typhi، وهو أخطر وقد يكون قاتلًا إذا لم يُعالج.

ثانيًا: كيف تنتقل السالمونيلا؟

يمكن أن تنتقل بكتيريا السالمونيلا إلى الإنسان عبر عدة طرق، من أهمها:

  1. تناول الطعام الملوث:
    • البيض النيء أو غير المطهو جيدًا.
    • اللحوم، خصوصًا الدجاج غير المطهو جيدًا.
    • الحليب غير المبستر ومنتجاته.
    • الفواكه والخضروات المغسولة بماء ملوث أو الملوثة أثناء النقل والتخزين.
  2. ملامسة الحيوانات:
    • بعض الحيوانات، خصوصًا الزواحف مثل السلاحف والأفاعي، قد تكون حاملة للبكتيريا وتنقلها إلى البشر.
    • مزارع الدواجن أو الحيوانات الأليفة مثل القطط والكلاب المصابة.
  3. انتقال العدوى من شخص لآخر:
    • خصوصًا في الأماكن المزدحمة أو عند عدم غسل الأيدي جيدًا بعد استخدام المرحاض.
  4. المياه الملوثة:
    • شرب المياه غير المعقمة أو السباحة في مياه ملوثة قد يؤدي إلى الإصابة.

ثالثًا: أعراض الإصابة ببكتيريا السالمونيلا

تظهر أعراض الإصابة عادةً بعد 6 إلى 72 ساعة من تناول الطعام أو الشراب الملوث، وتستمر من أربعة إلى سبعة أيام. تختلف شدة الأعراض بحسب الحالة الصحية العامة للمصاب، وقد تشمل:

  • إسهال (قد يكون مائيًا أو يحتوي على دم أحيانًا)
  • آلام وتقلصات في البطن
  • حمى وارتفاع درجة الحرارة
  • غثيان وقيء
  • صداع
  • آلام في العضلات
  • جفاف، خاصة عند الأطفال وكبار السن نتيجة فقدان السوائل.

في الحالات الشديدة، يمكن أن تنتقل البكتيريا من الأمعاء إلى مجرى الدم وتؤدي إلى تعفن الدم أو عدوى في أعضاء أخرى، وهو ما يُشكل خطرًا على الحياة.

رابعًا: التشخيص

يعتمد تشخيص الإصابة بعدوى السالمونيلا على:

  • الفحص السريري للمريض بناءً على الأعراض الظاهرة.
  • تحليل البراز للكشف عن وجود البكتيريا.
  • في الحالات الشديدة: تحليل الدم إذا كان هناك اشتباه بانتقال العدوى إلى مجرى الدم.

خامسًا: علاج السالمونيلا

معظم حالات الإصابة بالسالمونيلا تكون خفيفة وتُشفى من تلقاء نفسها خلال أيام قليلة من دون الحاجة إلى مضادات حيوية. ويُركز العلاج بشكل رئيسي على:

1. تعويض السوائل

يُعتبر هذا الأمر الأهم، خاصة في حالة الإسهال والقيء، ويتم من خلال:

  • شرب الماء بكميات كبيرة.
  • تناول محاليل الإماهة الفموية (ORS).
  • في الحالات الشديدة: إعطاء السوائل عن طريق الوريد في المستشفيات.

2. مضادات الإسهال

تُعطى أحيانًا، ولكن بحذر، لأن إبطاء حركة الأمعاء قد يؤدي إلى احتباس البكتيريا داخل الجسم لفترة أطول.

3. المضادات الحيوية

لا يُنصح بها في الحالات الخفيفة، لأنها قد تُطيل فترة حمل البكتيريا، ولكن تُستخدم فقط إذا:

  • كان المريض من الفئات الضعيفة (رضيع، مسن، مريض مزمن).
  • كانت العدوى منتشرة خارج الأمعاء (في الدم مثلًا).

المضادات الحيوية المستخدمة تشمل:

  • سيبروفلوكساسين
  • أزيثروميسين
  • سيفترياكسون

سادسًا: الوقاية من السالمونيلا

الوقاية تلعب الدور الأهم في تجنب الإصابة، ويُمكن تحقيق ذلك من خلال:

  1. نظافة الطعام:
    • طهي اللحوم، خصوصًا الدجاج، بدرجة حرارة كافية (لا تقل عن 75 درجة مئوية).
    • تجنب تناول البيض النيء أو المنتجات التي تحتوي عليه مثل المايونيز المنزلي.
    • غسل الفواكه والخضروات جيدًا.
    • تجنب شرب الحليب غير المبستر.
  2. النظافة الشخصية:
    • غسل الأيدي جيدًا بعد استخدام الحمام، وقبل تحضير الطعام.
    • تعليم الأطفال غسل أيديهم باستمرار، خصوصًا بعد اللعب مع الحيوانات.
  3. فصل الأطعمة:
    • عدم خلط الأطعمة النيئة والمطبوخة معًا.
    • استخدام أدوات تقطيع منفصلة للحوم والخضروات.
  4. تبريد الطعام:
    • عدم ترك الطعام المطبوخ في درجة حرارة الغرفة لأكثر من ساعتين.
    • تبريد أو تجميد الطعام المتبقي سريعًا.
  5. الحذر من الحيوانات الأليفة:
    • عدم السماح للأطفال الصغار بملامسة الزواحف أو الحيوانات البرية.
    • غسل الأيدي بعد التعامل مع الحيوانات.

سابعًا: السالمونيلا وحمى التيفوئيد

من المهم التمييز بين السالمونيلا المعوية الشائعة وسالمونيلا التيفية (Salmonella typhi) المسببة لحمى التيفوئيد، وهي مرض خطير ينتقل عبر الماء أو الطعام الملوث ببراز الأشخاص المصابين.

أعراض التيفوئيد تشمل:

  • حمى شديدة مستمرة.
  • صداع وإرهاق شديد.
  • إمساك أو إسهال.
  • طفح جلدي أحيانًا.

ويُعالج التيفوئيد دائمًا بالمضادات الحيوية، وغالبًا ما يتطلب دخول المستشفى في الحالات المتقدمة.

خاتمة

تُعتبر السالمونيلا من الأمراض الشائعة لكنها في الغالب يمكن الوقاية منها بسهولة عبر تحسين النظافة الشخصية وسلامة الأغذية. وتكمن خطورتها في مضاعفاتها لدى الفئات الضعيفة أو في حال عدم العلاج السليم في الوقت المناسب. من الضروري توعية الأفراد بخطورة الإهمال في إعداد الطعام أو التعامل مع الحيوانات، لأن الوقاية تبدأ من المطبخ ومن العادات الصحية اليومية.

  • Related Posts

    التعب المستمر: الأسباب والعلاج

    يُعد التعب المستمر من الأعراض الشائعة التي قد تُشير إلى نقص فيتامينات أساسية في الجسم. تؤثر هذه الفيتامينات على وظائف متعددة، مثل إنتاج الطاقة، وصحة الأعصاب، والوظائف العقلية. في ما…

    إقرأ المزيد

    أكمل القراءة
    الحساسية الناجمة عن جل الاستحمام: أسبابها وعلاجها

    تعتبر الحساسية الجلدية الناتجة عن استخدام جل الاستحمام من المشكلات الشائعة التي يواجهها الكثيرون، خاصةً أصحاب البشرة الحساسة. فقد تحتوي بعض أنواع جل الاستحمام على مواد كيميائية قاسية، مثل العطور…

    إقرأ المزيد

    أكمل القراءة

    أخبار فاتتك

    التعب المستمر: الأسباب والعلاج

    • By Joseph
    • October 30, 2025
    • 0
    • 263 views
    التعب المستمر: الأسباب والعلاج

    الفرق بين صفار البيض الأصفر والبرتقالي

    • By Joseph
    • October 5, 2025
    • 0
    • 301 views
    الفرق بين صفار البيض الأصفر والبرتقالي

    زياد الرحباني: الفن في قلب العاصفة السياسية

    • By Joseph
    • July 28, 2025
    • 0
    • 480 views
    زياد الرحباني: الفن في قلب العاصفة السياسية

    رحيل زياد الرحباني

    • By Joseph
    • July 26, 2025
    • 0
    • 427 views
    رحيل زياد الرحباني